Admin Admin
المساهمات : 486 تاريخ التسجيل : 26/08/2012
| موضوع: لماذا نخشى الإنتقاذ ؟ السبت سبتمبر 01, 2012 11:47 am | |
| لماذا نخشى الإنتقاذ ؟
فئة ساحقة من الناس أولئك الذين لا يجدون في الإنتقاذ راحتهم ، بل قد يصلون لحد خشيانه و تجنبه ، هل رأي الناس هو مخيف لهذه الدرجة فعلا ؟ أم هو فقط مبالغة في إخفاء العيوب ؟ لماذا نخشى أن يتم انتقاذنا ؟ و لماذا قد يصل بنا الحد أن نعنف من ينتقذنا ؟ هل هذه ثقافتنا ؟ أم هو تصرف عادي ؟؟
فلماذا نخشى الإنتقاذ ؟
سؤال لطالما طرحته و وددت مناقشته لعلني أجد ما قد يبرر خوفنا هذا و تصرفاتنا تلك تجاهه . لكي أبدأ في تحليل الموضوع لا بد أولا من أن أعرف معنى الإنتقاذ ،،
" ما هو الإنتقاذ أو النقذ ؟ "
كما وجدت في موقع ويكيبيديا و باجتهاد شخصي مني ، فهو النظر في قيمة الشيئ ، و بصيغة أخرى إبراز جوانب الإستحسان و الكمال أو جوانب النقصان ، هو متعدد الأنواع لكن عقلنا البسيط لا يعرف غير نوعان ، نقذ بناء و نقذ غير بناء ،،
ـ نقذ بناء : هو نقذ يتكلم بموضوعية ، له حجج و له موقف محدد نابع من عدة قناعات و أسس .
ـ نقذ غير بناء : هو نقذ غالبا يستند إلى حجج عاطفية ، و ظرفية ، ليس له أي أسس و لا أي قناعات. إذا نظرنا في قيمة أي شخص كيفما كان ، نجد له سلبيات تقابلها إيجابيات ، ممكن أن تتخطى الأولى الثانية و ليس بمستحيل أن يقع العكس . و كما لاحظت أن معظم سكان أوطاننا العربية لا يقبلون أن يتم ذكر مساوئهم و لا يحبذون ذلك ، هل لأننا كعرب نخاف حقيقة أنفسنا ؟ أم حقيقتنا هي من خصوصياتنا فقط ؟ أم لأن ذكر حقيقتنا يسبب لنا صدمة نهاب وقوعها و نخشى إكتشافها من طرف الآخر "L'autrui" ؟ بالفعل هي أسئلة عديدة و متعددة ، لن أستطيع الإجابة عليها ، لأن لكل شخص أسبابه و مبرراته ، لكن حبذا لو سألنا أنفسنا هاته الأسئلة و أجبنا عنها بكل صراحة و لو مع أنفسنا فقط . فكما تعودنا أن نعتقد بأن الانتقاذ لا يأتي إلا من الأعداء لحسدهم لنا و عدم تقبلهم لنجاحنا ، فلعلمك أخي الكريم أن الإنتقاذ ليس دائما من طرف الأعداء ، بل يمكن أن يأتي من طرف الأصدقاء لكن دائما ما يكون ذكرا للمحاسن ، أو ذكر بعض المساوئ البسيطة . فهلا ذكرت لي كيف ستحسن من نفسك بذكر محاسنك فقط ؟ أو هلا ذكرت لي كيف ستعيش غدا أفضل إن حجبت الشمس بالغربال كما يقال ؟ لذا فإليك أخي كيف يمكن أن يجعلك الإنتقاذ شخصا أفضل ، و من أفضل إلى جيد و من جيد إلى ممتاز ،،
ـ أولا ،، فنتيجة لإنتقاذك ستقوم على الأقل بمراجعة نفسك ، و محاسبتها على أفعالها و تصرفاتها و حتى أقواله ،
ـ ثانيا ،، الإنتقاذ واقع تعيشه و الصورة التي يراك الناس فيها ، فضع أحلامك الوردية جانبا ، و واجه حقيقتك لعلك تحقق أحلامك تلك .
ـ ثالثا ،، لأن بدون الإنتقاذ لنفسك ، ستبقى حبيس حالك الذي عليه ، لن تتحسن و لا تتطور ، بينما محيطك يتطور و يتحسن من يوم لآخر .
ـ رابعا ،، لأن المثالية لله سبحانه و تعالى ، فواجبك أن تؤول لصفة المثالية لا أن تضل نقيضا لها . فلتعيش غدا أفضل و مستقبلا مشرقا و واقعا مريحا ، انتقذ نفسك ، و اطلب من حولك أن ينتقذوك ، حتى ترى قيمتك ، فحتى إن كان ذلك جارحا فتقبله ، و لا تخشى ذلك ، بل اشكرني على فعلتي تلك ، فأنا لا أريد بك إلا خيرا ،،
فمن يشاهد برنامج "American Got Talent" سيرى كيف يتعامل الأميركيون مع الإنتقاذ حتى لو كان جارحا ، فلاحظ ألفاظ "Piers" و سترى ما أقول ، فهو يترك العاطفة جانبا و يتحدث بكل موضوعية ، و في المقابل نرى المشارك يشكره على صراحته تلك ، لأنه يؤمن بأن ذلك ليس إفتراء أو حسدا بل هو حقيقة لا مفر و لا فرار منها .
نقطة أخرى ، هي إن أردت التحسن للأفضل ، فلا تقدم لنفسك أعذارا أو مبررات ، بل قدم لنفسك أسبابا موضوعية و حاول علاجها بكل موضوعية ، فليس العيب أن أكون سيئا في شيئ ما ، لكن العيب و كل العيب أن لا أحاول التطور و التحسن ، فلا تكن كذلك إذن .
بوركتم إخواني الكرام ،،
| |
|